تجميد البويضات والرأي الديني لها

                                                            بسم الله الرحمن الرحيم
سنتحدث اليوم عن موضوع آثار جدلا واسعا علي مواقع التواصل الإجتماعي ، ألا وهو تجميد البويضات .
"تجميد البويضات"... قضية أثارت جدلاً كبيراً في الشارع المصري خلال الساعات الماضية، بعدما أعلنت فتاة تدعى ريم مهنا، خلال فيديو في حسابها الخاص  بفيسبوك، عن قرارها تجميد بويضاتها، لحين وجود عريس مناسب تستطيع الزواج منه، لتنال انتقادات عنيفة وتثير حالة من الجدل.
وكانت ريم مهنا قد قررت اللجوء إلى تجميد البويضات، بعد بلوغها 35 عاماً، وفشلها في إيجاد الرجل المناسب للزواج، لتقرر اللجوء إلى عملية جراحية معروفة بـ"تجميد البويضات"؛ للحفاظ على البويضات عدداً من السنوات حتى تتزوج، مطالبة باقي النساء بالقيام بذلك، بخاصة مع قلة فرص الزواج لظروف مختلفة.
عملية جراحية تعرف بـ"حفظ الخلية البيضية الناضجة بالتجميد"، وتبدأ أولاً بتحفيز المبيض على إفراز البويضة، ويتم تجفيفها من الماء كلياً بعد الحصول عليها، ويجب أن تتم العملية في بضع دقائق بهدف المحافظة على شكل البويضة، وتحفظ في حرارة منخفضة 196 درجة تحت الصفر، وتستخدم عديداً من مضادات الصقيع الخلوية قبل أن توضع البويضة في سائل الآزوت، وعندما ترغب المرأة لاحقاً في إنجاب أطفال، يذاب ثلج البويضة ويتم تخصيبها.
وقالت ريم خلال الفيديو إنها خضعت لعملية تجميد بويضاتها حتى ظهور زوج مناسب تشاركه حياتها، حتى لا تكون مجبرة على الارتباط بأي شخص لتحقق حلمها في أن تكون أماً.
تري ما هو الرأي الديني في تجميد بويضات النساء ؟ 
استقبلت الأوساط الدينية قضية ”تجميد البويضات“ بالتحريم المطلق باعتباره ”بابًا إلى مفاسد أعظم“، بينما لقيت استحسانًا طبيًا لكونها تعالج مشكلة تأخر سن الزواج لدى السيدات أو إصابتهن بأمراض تؤثر على الرحم أو الخصوبة، فيعيد بذلك حلم الأمومة إليهن.
من الناحية الدينية، رأى الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر، أن تجميد البويضات ”حرام شرعًا“، بالنظر إلى تحديد طريقة واحدة للإنجاب، معتبرًا أنّ ”مثل هذه العمليات الجراحية تفتح الباب لمفاسد أخرى قد تكون غير محمودة العواقب“، وفق قوله.
واستدل أستاذ العقيدة على رأيه،بأنّ ”دفع المفاسد مقدَّم على جلب المصالح“، بالنظر إلى أنها ”قد تستخدم في المستقبل لأغراض وطرق غير مشروعة“.
وافقه الرأي الداعية سامح حمودة، مستشهدًا بما صدر عن مجمع الفقه الإسلامي، بأن ”تلقيح البويضات يكون بالضرورة بين الزوجين، ويجب الاقتصار على العدد المطلوب للزرع عند تلقيح البويضات“، أي يتم أخذ البويضات وتلقيحها وزراعتها في الأم، ولا يصح تخزين بويضات دون ضرورة ملحة.
وذهب حمودة في تصريح،إلى أبعد من ذلك باعتبار أن ”تجميد البويضات عملية مشبوهة، تُحيطها الشكوك من اختلاط الأنساب، مستشهدًا بخبر أوردته صحيفة ”الغارديان“ البريطانية حول اتهام طبيب هولندي بأنه كان يضع حيواناته المنوية بدلًا من الحيوانات المنوية المحفوظة، وأنه قد يكون ”الأب البيولوجي“ لنحو 200 طفل بعد أن منح النساء ”حيواناته المنوية“.
لكن من الناحية الطبية، يرى الدكتور أحمد توفيق استشاري أمراض النساء والتوليد، أن عمليات تجميد البويضة ”اكتشاف علمي مهم“، يتضمن فوائد تتيح لكثير من السيدات تحقيق حلم الأمومة حال تأخرن في الزواج أو إصابتهن بمرض قد يؤثر على الحمل.
ودلل توفيق في تصريح،على فوائد تجميد البويضات بكونه يعالج مشكلة المتأخرات في الزواج، أو مريضات السرطان واللاتي تتلقين علاجًا كيميائيًا، والذي قد يتسبب بتلف البيويضات لدى هؤلاء السيدات، حيث يتم سحبها قبل الخضوع للعلاج وبعد التأكد من الشفاء تتم إعادة البويضة مرة أخرى للرحم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خصائص الجزاء في القاعدة القانونية

النائب العام الجديد .. تعرف على أبرز قضايا حقق فيها المستشار حمادة الصاوى

7 أسئلة عن إلغاء الدولار الجمركي وتأثيره على الأسعار